محمد أحمد كيلاني
كان الأكاديون من الشعوب التي عاشت في بلاد ما بين النهرين، وقاموا بغزو السومريين ومن ثم سيطر عليهم البابليون، وقد شكلوا أول إمبراطورية في العالم.
من هم الأكاديون؟
الأكاديون هم البدو الرحل الذين سكنوا وسط بلاد ما بين النهرين، في عهد سرجون الأول، من 2334 قبل الميلاد، وبدأوا من المناطق التي استوطنها السومريون سابقًا، والذين تم تنظيمهم في دول المدن، قبل أن يتم غزوهم من قِبل الأكاديين، وبالتالي شكل الأكاديين الإمبراطورية الأولى في العالم، وهذه الشعوب، مثل معظم سكان بلاد ما بين النهرين، فقد كانت الزراعة هي الأساس الأول للإقتصاد واستخدموا تبادل العملات لإجراء المعاملات، ولهذا السبب أيضًا، زادت طرق التواصل والتجارة بينهم وبين الشعوب الأخرى.
خصائص الأكاديون
كان الأكاديين أو الأكاديون من أصول سامية هزموا السومريين وسيطروا على منطقة بلاد ما بين النهرين عام 2334 قبل الميلاد كما ذكرنا، وثقافيًا، فقد استخدموا الكثير مما اخترعه السومريون، وبذلك طوروا إمبراطورية استمرت 200 عام.
السياسة والحكومة والمجتمع
بينما عاش أسلافهم (السومريون) في دول المدن، كان الأكاديون مسؤولين عن ظهور أول إمبراطورية في العالم.
فلم يكن الإمبراطور الأكادي مسؤول عن الشؤون السياسية فحسب، بل قاد أيضًا الشؤون القانونية لإمبراطوريته، والتي بدورها احتاجت إلى دفاع عسكري مستمر، وبالتالي، يمكن القول أن شكل الحكومة كان مركزيًا، على الرغم من أن الشعب الأكادي لم يخلو تمامًا من سلطة اتخاذ القرار.
وهناك فرضيات مفادها أنهم تبنوا نظريات لشخصيات بارزة من السومريين (والذين كانوا أهم موظفين في الحكومة)، ومع ذلك، ظلت بعض دول المدن من السومرية تتمتع بالحكم الذاتي ودخلت في صراع دائم مع الإمبراطورية.
إقتصاد الأكاديون
كان النشاط الإقتصادي الرئيسي للأكاديين هو الزراعة، واستفادت الشعوب التي سكنت منطقة بلاد ما بين النهرين استفادة كاملة مما يسمى “الهلال الخصيب” ، وهو جزء من الأرض بالقرب من نهري دجلة والفرات.
فالمناخ في هذه المنطقة جاف في الغالب، ولكن بعد مرور الفيضانات، كانت التربة خصبة، وفي حين أن هذا لم يحدث بشكل طبيعي، فقد تم إنشاء أنظمة الري، والتي ورثها الأكاديون أيضًا من السومريين، وكإجراء اقتصادي حكومي، نفذ المزارعون العاطلون عن العمل هذا الري.
بالإضافة إلى ذلك، كانت المعادن والشعير بمثابة عملات صرف(نظام المقايضة)، حيث أنه في ذلك الوقت لم يتم اختراع النقود، وزادت طرق التجارة بشكل كبير في عهد “سرجون الأول”، الذي ظل في السلطة لمدة 56 عامًا وكان مسؤولاً عن الوصول إلى الشرق الأوسط، من خلال إنشاء وتوسيع الطرق والطرق التجارية.
الثقافة
في الفن، ركز الأكاديون على الحيوانات وعبادة الآلهة، وجانب آخر مهم ثقافيًا أيضًا لهؤلاء الناس هو العمارة، والتي اعتمدت على الإنشاءات الكبيرة، وخاصة القصور والمعابد، وقد ورثوا اختراع الكتابة المسمارية من السومريين، وعمقوها وطوروها أكثر فأكثر إلى درجة نسخ الأعمال الأدبية بأكملها من خلال هذا النموذج الكتابي، الذي تم بواسطة “أسافين” في جدران من الطين.
فإلى جانب الكتابة الهيروغليفية المصرية، كانت هذه أول كتابات مسجلة في العالم، وفي حالة هذه الكتابة، فقد تم صُنعها من اليمين إلى اليسار وكانوا مصورين، أي أنها لم تكن هناك أحرف كما نعرفها اليوم، بل رسومات.
ديانة الأكاديون
كانت ديانة الأكاديين، وكذلك معظم الشعوب القديمة في بلاد ما بين النهرين، متعددة الآلهة، أي أنهم كانوا يؤمنون بعدة آلهة، وكان الملك ممثلًا مباشرًا للآلهة، ولكن لم يُعبد على هذا النحو إلا بعد وفاته.
حقائق عن الشعب الأكادي
لقد كان الأكاديون علماء فلك وتمكنوا من تحقيق اكتشافات مثمرة، أيضًا يأتي إسم الحضارة الأكادية من عاصمتها التي لم يعثر عليها علماء الآثار قط،
والحقيقة الهامة هي أن الأكاديون أول من امتلك نظامًا بريديًا.
أقرأ أيضاً.. الحضارة الفينيقية.. أول من اخترعوا الكتابة