أماني صلاح
تكونت صخور وادي الحيتان ما بين 42 إلى 37 مليون سنة، حيث ترسبت كلًا من الرمل، والغرين، والطين، الموجودين بمياه البحر التيثي، ثم حدثت عمليتان جيولوجيتين غيرتا وجه الأرض، العملية الأولى أرست الشكل القديم للأرض، والثانية أوضحت التغيرات التي طرأت، فتم ربط البحر التيثي، والبحر الأبيض المتوسط، والمحيط الهادي.
ومع الطقس الدافئ ذاب الثلج بالقطب الشمالي والجنوبي، ما تسبب في ارتفاع معدل المياه بالمحيطات، واستمر وجود البحر التيثي إلى أن تحولت المحيطات إلى ثلوج، مما تسبب في جفاف البحر التيثي وظهور أرض مصر، وتم حفظ هذه الرواسب في بقايا النباتات والحيوانات القديمة، وتحولت هذه البقايا إلى حفريات.
مميزات منطقة وادي الحيتان
يقع وادي الحيتان داخل وادي الريان، والذي يغطي مساحة 1759 كيلومتر بمحافظة الفيوم على بعد 150 كيلو متر من القاهرة، وتتميز المنطقة بنظام بيئي فريد من حيث وجود الأراضي الرطبة، والتراكيب والحفريات النادرة، وتوجد هياكل الحيتان يصل عددها 406 هيكل ترجع إلى 40 مليون عام، عندما كان الموقع يقع تحت محيط ضخم “بحر تيث”، إضافة إلى وجود الكثير من الحيوانات والأسماك.
اكتشاف الحفريات
تم اكتشاف حفريات وادي الحيتان عام 1903م بواسطة العالم”بيندل” اثناء قيامه بالمسح الجيولوجي لمصر، فتم اكتشاف حفريات ممتدة على مساحة 1759 كم مربع، حيث عثر على حفريات الحوت المعروف باسم “الباسيلوسورس ايزيس”، حيث صنف كأحد الأنواع الجديدة للحيتان في متحف التاريخ الطبيعي 1902م.
وفى عام 1989 اكتشف فريق العمل المشكل من مصريين وأمريكيين أول عينات مائية لهيكل الحيتان “الباسيلوسورس”و “الدوريودون أثروكس”، وفي عام 1996 اكتشفت أحفورة حوت أخر طوله 5 أمتار، وهو حوت “اتشيرنوس”، وفى عام 2006 تم اكتشاف حفرية من الثدييات البحرية، وفي عام 2007م تم تسمية الحوت الذي يبلغ 10 أمتار باسم”ماسوا سيتي ماركجريف”
أهمية وادي الحيتان
ترجع أهميته إلى أنه موقع استثنائي لدراسة الحياة القديمة، حيث تم العثور على حفريات ترجع إلى 40 مليون سنة،كما أنه يتميز ببيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض كالغزال الأبيض، والطيور المهاجرة “صقر شاهين”، و”صقر الغزال”، كما أنه يتميز بوجود جبانة الحيتان الهائلة .
أقرأ أيضاً.. وادي الملوك.. المدينة الجنائزية “الملكية”
