محمد أحمد كيلاني
ربما اكتشف العلماء سبب الموجات الزلزالية الغريبة التي يتردد صداها عبر باطن الأرض، والتي حيرتهم لعقود من الزمن، إذ تعمل مناطق الوشاح السفلي للأرض على تشتيت الموجات الزلزالية الواردة، وتعود هذه الموجات إلى السطح على شكل موجات (PKP) بسرعات مختلفة، وذلك حسب المسافة التي قطعتها عبر طبقات الأرض، وعلى الرغم من ذلك، فإن أصل الإشارات الأولية التي تصل قبل الموجات الزلزالية الرئيسية لا يزال غامضًا.
ما هي الموجات الزلزالية الغامضة التي تم اكتشافها داخل الأرض؟
ربما يكون بحث جديد نُشر في مجلة AGU Advances، المجلة الرائدة للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، قد فك رموز هذه الإشارات الغامضة من أعماق عباءة الأرض، حيث تتباطأ إلى حد التوقف القريب، وأوضح مايكل ثورن، الأستاذ المساعد في الجيولوجيا والجيوفيزياء بجامعة يوتا والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن هذه الميزات المكتشفة تُعتبر من أكثر الظواهر تطرفًا التي تم رصدها على هذا الكوكب، ويبدو أنها تتراكم في نهاية المطاف تحت البراكين الساخنة، وتؤدي إلى ظهور هذه الأعمدة الساخنة في الوشاح والتي تسبب البراكين.
هل تؤثر هذه الاكتشافات على الفهم الحالي للبراكين؟
من المثير للاهتمام أن النتائج تشير إلى وجود صلة بين إشارات سلائف PKP والبراكين التي لوحظت في مناطق مثل يلوستون، وجزر هاواي، وساموا، وأيسلندا، وجزر غالاباغوس، تم العثور على هذه المناطق ذات السرعة المنخفضة للغاية بالقرب من النقاط الساخنة، وهي مناطق الوشاح حيث تتحرك الصخور الساخنة للأعلى، وتستطيع هذه المناطق، التي تقع بالقرب من الحدود بين نواة الأرض ووشاحها، إبطاء الموجات الزلزالية بنسبة تصل إلى 50%، وتصل موجات PKP السابقة قبل الموجة الرئيسية بعد تشتتها من السمات الغامضة في الوشاح السفلي للأرض.
الموجات الزلزالية والعملية البحثية.. كيف تم الوصول إلى هذه النتائج؟
قام الباحثون بتتبع حركة بنية اللب الداخلي الصلب للأرض من خلال تحليل الموجات الزلزالية، وعندما يهز زلزال سطح الأرض، تمر الموجات الزلزالية عبر الوشاح، وهناك موجات “تتبعثر” أثناء مرورها فوق معالم غير منتظمة، باستخدام طريقة مصفوفة زلزالية متطورة وملاحظات نظرية جديدة من عمليات محاكاة الزلازل، قام الفريق بتحليل بيانات من 58 زلزالًا وقعت حول غينيا الجديدة وتم تسجيلها في أمريكا الشمالية، يوضح ثورن: “الآن يمكننا أن نتنبأ بأثر رجعي بالمصدر الذي تأتي منه هذه الطاقة”.
استمرار الأبحاث وتوقعات المستقبل
تشير النتائج إلى أن شيئًا ما كان يبطئ بشكل كبير الموجات ويشتت طاقتها، وهنالك سببان محتملان: الوديان والقمم الواقعة على الحدود بين القلب والوشاح التي مرت من خلالها الموجات، أو مناطق السرعة المنخفضة للغاية (ULVZ)، وتتوقع الدراسات أن هذه الطبقات التي يتراوح سمكها بين 20 إلى 40 كيلومترًا تتشكل حيث تصطدم الصفائح التكتونية المندسة بالحدود الأساسية للوشاح، ومع ذلك، حددت الأبحاث السابقة منطقة )ULVZ) واسعة النطاق أسفل غرب المحيط الهادئ شرق الفلبين والتي تتداخل مع منطقة الدراسة، من المثير أن نكتشف كيف ستساهم هذه الأبحاث في تطوير فهمنا للبراكين والزلازل في المستقبل.
أقرأ أيضاً.. الطريقة الوحيدة للنجاة من إنفجار القنبلة النووية