إيمان يحي
ساكوكو هى فترة العزلة التي خاضتها اليابان لمدة 200 عام، وكلمة ساكوكو تعني “دولة منغقلة، أو دولة مسلسلة”، وأطلق البعض عليها “المضاءة بالسلاسل”.
وما كانت تنص عليه سياسة ساكوكو هو عدم السماح لأي ياباني بالخروج وعدم السماح لأي أجنبي بالدخول لليابان، وهي القوانين التي فرضها الحكام اليابونييون لضمان استقرار البلاد من الحركات التنصيرية.
الشوغون الأول وفترة ايدو
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، بدأ نظام حكم الشوغون في اليابان والتي تعني الحاكم العسكري، والذي بدأه الشوغون الأول “توكوغاوا إياسو” بعد انتصاره فى معركة “سيكيغاهارا” التي حدثت عام 1600، وبعد انتصاره في المعركة بدأت فترة إيدو تحت حكم الشوغون الأول “توكوغاوا إياسو”.
وفترة إيدو كان هدفها بناء اليابان في عالم مستقر ومسالم، وتعتبر سياسة ساكوكو جزء من فترة إيدو أيضًا.
وتوكوغاوا تنازل بعد فترة صغيرة عن لقب الشوغون لإبنه، ورغم ذلك كان هو من يدير أغلب الأشغال السياسة.
الشوغون الثالث وسياسية ساكوكو
أتى الشوغون الثالث “توكوغاوا إيميتسو”، وقد بدأ بفرض نظام تحكم جديد من خلال فرض سياسة “تغيير الحضور” والتي تجبرهم على الذهاب للشوغون إيميتسو بنفسهم مرة كل عامين.
والشوغون إيميتسو كان يقوم بالعديد من التعاملات والتبادلات مع الدول الأخرى، وهو الذي كان له دور فى انتشار الديانة المسيحية ونموها داخل اليابان بسبب البرتغاليون.
وبدأ الشوغون إيميتسو بفرض سياسة ساكوكو في عام 1633، الذي منع سفر اليابانيين لخارج اليابان أو دخول الأجانب، كما منع بناء السفن الكبيرة، ومن أجل استمرار تعاملاته مع الدول الأخرى سمح بدخول السفن الأجنبية لميناء ناغاساكي في جزيرة “ديجيما” والتي تعني جزيرة الخروج وكانت للتجار الأجانب فقط.
ساكوكو.. تمرد وقمع
وبسبب تلك السياسة حدث تمرد، وكان يقوده فلاح مسيحي ووقف معه تقريبًا 37 ألف متمرد وكان أغلبهم من المسيحيون، وسمي ذلك التمرد “تمرد شيمابارا”، واستطاع الشوغون “إيميتسو” قمعهم بعد عام، وحظر دخول السفن البرتغالية حتى لجزيرة ديجيما، حتى يمنع انتشار المسيحية.
وقد ساعد الهولنديون “الشوغون إيميتسو” فى قمع المتمردين من خلال قصفهم لقلعة هارا وبذلك أثبتوا ولاءهم والتزامهم له، ولذلك سمح لهم بالإضافة إلى الصينيين بالمكوث في “ديجيميا”.
وأحيانًا كان يُسمح لهم بدخول العاصمة اليابانية لزيارة الشوغون وتقديم الهدايا كتعبير عن امتنانهم، كما تمكن قليل من اليابانيين من الوصول إلى جزيرة ديجيميا، والتي كانت المنطقة الوحيدة في اليابان المفتوحة على العالم الغربي.
الجوانب الايجابية لساكوكو
لم يُنكر أحد أن فترة إيدو قد شهدت دورًا عظيمًا في ازدهار اليابان، حيث استمرت لمدة 260 عامًا مع سياسة ساكوكو، ورغم أن اليابان كانت في معظم تلك الفترة في حالة عزلة، إلا أنها نجحت في بناء علاقات قوية مع أوروبا، وشهدت تطورًا في الصناعات والإنتاج وازدهرت التجارة أيضًا.
وانقسمت الثقافة في فترة إيدو إلى جزئين، ثقافة “جينروكو” التي ازدهرت في النصف الأول من الفترة وكانت أكثر انتشارًا بين الطبقات العليا، وثقافة “كاساي” التي ظهرت في النصف الثاني وانتشرت بشكل أكبر بين الطبقة المتوسطة والأدنى من الشعب.
ولعبت الثقافتان دورًا هامًا في تطور المسرح والأدب والرسم والفخار، ولكن كانت تختلف بين الطبقات الاجتماعية.
انتهاء عزلة اليابان
في عام 1842، استفاقت اليابان على نبأ هزيمة الصين من قبل بريطانيا، وهو الأمر الذي كانت تعتبر فيه اليابان الصين قوة عظمى في ذلك الوقت.
وبدأ الشوغون الثاني عشر “توكوغاوا إيوشي” في القلق من إمكانية إلغاء العزلة على اليابان، على الرغم من أن العزلة في ذلك الوقت لم تكن بنفس القوة كما كانت في الماضي.
وبالفعل، حدث ما كان يخشاه الشوغون إيوشي، في عام 1853، حيث جاءت أربع سفن حربية بقيادة قائد البحرية الأمريكية “ماثيو كالبرايث بيري” إلى اليابان، حيث قدم رسالة من رئيس الولايات المتحدة وضغط على اليابان لإلغاء عزلتها وفتح البلاد.
وانتهت سياسة ساكوكو بعد أن استمر ماثيو في المطالبة لمدة عام حتى وافقوا، وتم توقيع “معاهدة الصداقة والوئام” بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كان هذا الأمر سببًا في ضعف نظام الشوغون.
ونتيجة لضعف الشوغون، حدثت تمردات واغتيالات من قبل الساموراي، مما أدى في النهاية إلى تراجع سلطة الشوغون وإعلان نظام الحكم الملكي، وانتهاء فترة إيدو.
أقرأ أيضاً.. نظام كتابة كاتاكانا.. أحدى نُظم الكتابة اليابانية