
يعد الجراد الصحراوي من أخطر الحشرات التي تهدد الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في العديد من الدول العربية، وتتميز هذه الحشرة بقدرتها على التكاثر السريع والهجرة لمسافات طويلة، مما يجعلها تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي، وسنستعرض معكم آخر المستجدات حول انتشار الجراد الصحراوي في المنطقة وتأثيراته على المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لمكافحته.
الجراد الصحراوي يجتاح جنوب ليبيا.. كارثة بيئية تلوح في الأفق
في مارس 2025، شهدت المناطق الجنوبية من ليبيا انتشارًا واسعًا لأسراب الجراد الصحراوي، مما أدى إلى إتلاف المحاصيل الزراعية وتضرر الغطاء النباتي، وحذرت اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد من كارثة بيئية محتملة إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة لتعزيز جهود المكافحة، وأشار الناطق باسم اللجنة، حسين البريكي، إلى أن الجراد في مرحلة التزاوج ووضع البيض، مما يزيد من خطورة الوضع، كما أكد المركز الليبي لأبحاث الصحراء وتنمية المجتمعات الصحراوية على التحديات الكبيرة التي تواجه المزارعين في الجنوب نتيجة لهذا الانتشار الواسع.
السودان.. تهديد للموسم الزراعي في ولاية نهر النيل
في ديسمبر 2024، كشفت إدارة وقاية النباتات بوزارة الزراعة والري في ولاية نهر النيل بالسودان عن خطر كبير يهدد المشاريع الزراعية بالولاية، متمثلًا في دخول أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي، وقد أشار المهندس الهادي محمد أحمد، مدير الوقاية بالولاية، إلى أن الجراد تكاثر بشدة خلال الأشهر السابقة، وأنه تم متابعته بغرض الرصد، ومن ثم بدأت إجراءات المكافحة للسيطرة عليه، كما أشار إلى نقص حاد في المبيدات اللازمة للمكافحة، مع توقعات بوصول مبيدات من الصين مطلع يناير المقبل.
جهود إقليمية لمكافحة الجراد.. شراكة استراتيجية لتعزيز الرصد
في فبراير 2025، قامت هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية والوكالة الفضائية الجزائرية بترسيم شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرات الهيئة في مجال الرصد والإدارة الوقائية ضد المخاطر التي يشكلها الجراد الصحراوي باستخدام تقنيات الفضاء، وتهدف هذه الشراكة إلى تحسين عمليات الاستكشاف والمراقبة، مما يسهم في تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة هذه الآفة.
تحديات مكافحة الجراد الصحراوي.. نقص الموارد والإمكانات
تواجه الدول المتضررة من انتشار الجراد تحديات كبيرة في مكافحته، أبرزها نقص الموارد والإمكانات اللازمة، وفي ليبيا، تعاني المناطق الجنوبية من نقص شديد في الإمكانيات والتجهيزات اللازمة لمكافحة هذه الآفة، حيث يجري الاعتماد على وسائل محدودة، مثل السيارات وخزانات الرش الصغيرة، التي لا تكفي للتعامل مع الأعداد الهائلة من الجراد، وفي السودان، أشار مدير الوقاية بولاية نهر النيل إلى النقص الحاد في المبيدات اللازمة للمكافحة، مما يزيد من صعوبة السيطرة على انتشار الجراد.
تأثيرات الجراد الصحراوي على الأمن الغذائي
يُشكل هذا النوع تهديدًا خطيرًا للأمن الغذائي في الدول المتضررة، حيث يمكن أن يحتوي الكيلومتر المربع الواحد من أسراب الجراد على نحو 80 مليونًا من الجراد البالغ، ويستطيع في يوم واحد استهلاك كمية من الطعام تساوي ما يستهلكه 35 ألف شخص، وهذا يؤدي إلى إتلاف المحاصيل الزراعية وتضرر الغطاء النباتي، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي ومعيشة المزارعين.
يُعتبر هذا النوع من الجراد تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي والأمن الغذائي في العديد من الدول العربية. تتطلب مكافحة هذه الآفة جهودًا مشتركة وتعاونًا إقليميًا لتعزيز قدرات الرصد والمكافحة، بالإضافة إلى توفير الموارد والإمكانات اللازمة للتصدي لها، كما يجب على الدول المتضررة تعزيز التنسيق فيما بينها وتبادل المعلومات والخبرات لضمان استجابة فعّالة وسريعة تحد من تأثيرات الجراد الصحراوي على المحاصيل الزراعية والبيئة.
اقرأ أيضًا.. الوشق المصري.. محارب المحروسة وصائد الأساطير الذي هز الحدود