أخبار مستبشر

انتشار مرض الملاريا والدفتيريا في الجزائر.. الأسباب والأعراض والإجراءات الوقائية

كشفت وزارة الصحة الجزائرية عن تفشي مرضي الملاريا والدفتيريا في مناطق واسعة من الجنوب الشرقي للبلاد، خاصة في ولايتي برج باجي مختار وعين قزام، وهذا الانتشار جاء نتيجة انتقال العدوى من الدول المجاورة، مثل مالي والنيجر، حيث يقطن نازحون في مخيمات قريبة من الحدود الجزائرية، وازدادت الأوضاع سوءًا بعد الفيضانات الأخيرة التي أثرت على البنية التحتية للمياه، مما ساهم في انتشار العدوى عبر تلوث المياه، وأشارت التقارير الطبية إلى أن انتشار المرض بدأ بالتزايد بشكل مقلق منذ الأسابيع الماضية.

أسباب انتشار مرض الملاريا.. النزوح والفيضانات


يعود السبب الرئيسي وراء انتشار الملاريا والدفتيريا في الجنوب الجزائري إلى عدة عوامل متداخلة، ولعل أبرز هذه العوامل هو انتقال العدوى من مخيمات النازحين القادمين من مالي والنيجر، الذين فروا من الصراعات والأزمات الإنسانية في تلك البلدان، وأيضًا هناك أسباب أخرى، ونعرض منها ما يلي:

  • حركة النزوح الكبيرة إلى الحدود الجزائرية كانت عاملًا أساسيًا في دخول المرض إلى البلاد
  • تدمير الفيضانات لشبكات توزيع المياه الصالحة للشرب ساهم في انتشار الأوبئة.
  • الأوضاع البيئية الصعبة في الجنوب مثل نقص النظافة والتلوث أدت إلى تفاقم الوضع.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الفيضانات التي شهدتها المناطق الجنوبية في تفاقم الأوضاع الصحية، حيث تسببت في تدمير البنية التحتية وشبكات توزيع المياه، مما أدى إلى تلوث مياه الشرب وانتشار الأمراض المنقولة بالماء، وتعتبر الملاريا والدفتيريا من أبرز هذه الأمراض التي تنتقل بسهولة في مثل هذه الظروف.

أعراض مرض الملاريا والدفتيريا.. ما يجب معرفته


تتشابه أعراض مرضي الملاريا والدفتيريا في بعض الجوانب، ولكن لكل منهما علامات مميزة يجب الانتباه إليها.

أعراض الملاريا: تشمل الحمى المرتفعة، التعرق الشديد، الارتعاش، الصداع، وآلام في العضلات، وتؤدي الحالات المتقدمة إلى مضاعفات خطيرة مثل فقر الدم وتلف الأعضاء.

أعراض الدفتيريا: تشمل التهاب الحلق، صعوبة في التنفس، تورم الغدد الليمفاوية، وظهور غشاء رمادي على الحلق واللوزتين، ويمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى مضاعفات تؤثر على القلب والأعصاب.

التشخيص المبكر لكلا المرضين يعد أساسيًا لتفادي المضاعفات، حيث تتطلب الملاريا علاجًا سريعًا بمضادات الملاريا، بينما يتم علاج الدفتيريا باستخدام مضادات السموم والمضادات الحيوية.

الإجراءات الوقائية من مرض الملاريا.. ما الذي تقوم به الحكومة الجزائرية؟

في مواجهة هذه الأزمات الصحية، وضعت الحكومة الجزائرية عدة تدابير وقائية للحد من انتشار المرض، وقد أوضحت وزارة الصحة أنها أطلقت حملات توعية للسكان في المناطق المتضررة، حيث تشمل هذه الحملات نصائح حول كيفية الوقاية من العدوى، خاصة فيما يتعلق بالنظافة الشخصية والتعامل مع مياه الشرب،
ومن بين الإجراءات الأخرى التي تم اتخاذها:

  • إطلاق حملات رش المبيدات في المناطق التي تتكاثر فيها البعوضة الناقلة للملاريا.
  • توفير الأدوية اللازمة لعلاج المرضى في المستشفيات والمراكز الصحية الحدودية.
  • تفعيل فرق طبية متنقلة لرصد الحالات المصابة وتقديم العلاج الفوري.
  • تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية لضمان توفر الموارد الطبية اللازمة ومتابعة الحالات الطارئة.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت الوزارة إلى أن فرقها الطبية تعمل بالتنسيق مع الهيئات الدولية لتأمين وصول الدعم الطبي والمساعدات إلى المناطق المتضررة.

توفر الأدوية والمخزون الصحي


أكدت وزارة الصحة الجزائرية، على لسان المدير العام للوقاية وترقية الصحة جمال فورار، أن البلاد تمتلك مخزونًا كبيرًا من الأدوية والعقاقير الضرورية لعلاج الملاريا والدفتيريا، وأوضح فورار أن هذا المخزون يكفي لمواجهة تفشي المرض في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن الجزائر كانت قد حصلت مسبقًا على كميات كبيرة من الأدوية بالتعاون مع منظمات صحية دولية، مما ساعد في توفير الرعاية الصحية للمصابين بشكل عاجل.

التحديات المستقبلية.. المخاوف والجهود المبذولة


بالرغم من الإجراءات المتخذة، لا تزال الجزائر تواجه العديد من التحديات للسيطرة على الوضع الصحي المتفاقم في الجنوب. من بين هذه التحديات:

  • الوصول إلى المناطق النائية: تعاني الفرق الطبية من صعوبة الوصول إلى بعض المناطق الحدودية بسبب التضاريس والفيضانات.
  • نقص الوعي الصحي: يعاني بعض السكان في المناطق المتضررة من نقص الوعي حول كيفية الوقاية من الأمراض المعدية.
  • انتشار سريع للعدوى: يستمر خطر انتشار المرض بفعل حركة النزوح والتواصل مع السكان المحليين.

ورغم هذه التحديات، تؤكد الحكومة التزامها بالسيطرة على الوضع الصحي وضمان توفير العلاج والرعاية لكل المصابين.

لا شك أن انتشار مرض الملاريا والدفتيريا في الجنوب الجزائري يمثل تحديًا كبيرًا للحكومة وللسكان المحليين، إلا أن الجهود المتواصلة في توفير الأدوية، إطلاق حملات الوقاية، وتنسيق التعاون الدولي، تمثل خطوات حاسمة للحد من تفشي الأوبئة والسيطرة عليها بشكل فعال.

أقرأ أيضاً.. خطوات التقديم في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 يالجزائر وشروط الحصول على الدعم المالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *