محمد أحمد كيلاني
يمكننا تعريف “الحركة النسوية” ( بالانجليزية – Feminism) كمبدأ المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، ومن ناحية أخرى، كمجموعة من الحركات التي تهدف إلى تحقيق المساواة الحقيقية في الحقوق المدنية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، والجنسية، والاجتماعية، بين الرجل والمرأة من خلال الأفعال والتفكير.
إن البيئة الفكرية للتنوير، التي دعت إلى فرض العقل كمنهج والليبرالية كمبدأ، شجعت النساء على المطالبة بحقوقهن.
الثورة الفرنسية وعلاقتها بالحركة النسوية
لقد أتاحت الثورة الفرنسية عام 1789 إعلان الحقوق العالمية للإنسان، لكن هذه الحقوق لم تكن عالمية، لأنها استثنت النساء.
في حين أنه تم بالتأكيد إحراز تقدم كبير منذ ذلك الحين، إلا أن العديد من أنواع الحركات النسائية موجودة حتى اليوم، لانه على الرغم من كل الإنجازات، لا يزال التمييز ضد المرأة قائم، وأحيانًا تحت أشكال من السيطرة المقنعة، في كل من المجتمعات المحافظة و”الليبرالية“.
خصائص الحركة النسوية
في عصر التنوير، أثير العقل كأداة مشتركة لجميع البشر، وتم استدعاء العقل لمواجهة ثقل التقاليد والتعصب العقائدي لبعض القطاعات الدينية، لكن الرجال لم يشككوا في وضع المرأة لأنهم اعتبروها نتيجة “طبيعية” لحالتهم البيولوجية.
وقد رغبت النساء في فرصة لمناقشة هذه الفكرة، مدركين أن الأدوار المخصصة تتوافق مع التقاليد وليس مع طبيعة الجنس، ومنذ ذلك الحين، تنادي الحركة النسوية بجميع مظاهرها بمبدأ العقل كوسيلة للمساواة بين الرجل والمرأة.
التمسك بمبدأ الحرية الفردية
إذا كانت الحرية حق عالمي، فلا يمكن أن تكون مشروطة بنوع الجنس، وبالفعل تم التظاهر بهذا المبدأ في القرن الثامن عشر.
فقد أدرك القائمين على النسوية أنه لا يمكن أن يكون هناك أي عائق أمام الاختيار الحُر في المجتمعات المُتساوية، بالإضافة إلى الحق في تنمية الشخصية الاجتماعية والسياسية، والتساوي في الحقوق بشكل كامل، بعيدًا عن الاختيار حسب الجنس أو أي شيء آخر يبتعد عن الأخلاق والقيم والعقل.
تفعيل الدفاع عن الحقوق
إن التفكير في مكانة المرأة في المجتمع أقدم بكثير من النسوية كحركة، فمنذ أن بدأت الحركة في التعبير، أصبحت وسيلة للدفاع عن حقوق المرأة وحريتها وكرامتها الإنسانية والحصول عليها.
بناء المعرفة
لم يتفرع من النسوية حركات أخرى نشيطة فحسب، بل تم تطوير وتكوين إطار مميز، وذلك لتوضيح بعض المفاهيم المختلفة، وإظهار الصراعات التي تتعوض لها المرأة وإبراز امكانياتها الفكرية.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الحركة النسوية في بلورة تشخيص للواقع الاجتماعي، وتحديد مجموعة من المفاهيم الضرورية لفهم التغيرات في الاتجاه التاريخي، وبهذا المعنى، النسوية تبني المعرفة.
أهم أصوات وانواع الحركة النسوية
كان لدى الحركة النسوية العديد من الرموز التي دافعت عنها، وأغلب تلك الرموز كانوا كُتاب وفلاسفة نساء، كانت لديهم الشخصية القيادية، مثل، ماري ولستونكرافت، أوليمب دي جوج، سيمون دي بوفوار، اميليا فالكارسل، سيليا أموروس.
ومن انواع الحركات النسوية الحالية نذكر، النسوية الفلسفية، والنسوية الليبرالية، والمساواة بين الجنسين، والنسوية الاشتراكية، والنسوية ما بعد الاستعمار، والنسوية السوداء، والنسوية البيئية، والنسوية الإلكترونية.
أقرأ أيضاً.. “لي ميلر” المُراسلة الحربية التي غَفت على فراش هتلر