أخبار مستبشر

سدايا الذكاء الاصطناعي.. مستقبل السعودية الذكي يبدأ من هنا

في ظل التحوّل الرقمي المتسارع الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، تبرز الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) كواحدة من أبرز الكيانات الحكومية التي تقود هذا التغيير. فمنذ تأسيسها عام 2019، وهي تُشكّل حجر الأساس لرؤية 2030، التي تسعى إلى بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتقنية. وفي الوقت الذي تتنافس فيه الدول لتبني الذكاء الاصطناعي، اختارت السعودية أن تكون من صناع المستقبل، لا من المتفرجين عليه.

سدايا لا تكتفي بوضع الاستراتيجيات فقط، بل تنفذ على الأرض برامج فعلية، تنشئ منصات، وتطلق مبادرات، وتبني القدرات الوطنية، لتقود المملكة بثبات نحو الريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي.

برامج تدريبية نوعية وبناء قدرات بشرية سعودية

تسعى سدايا إلى تمكين الكفاءات الوطنية من خلال عدد من البرامج التدريبية المتخصصة، ومن أبرزها:

  • برنامج أساسيات الذكاء الاصطناعي المجاني، والذي يتيح للمبتدئين التعرّف على مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية في مجالات متنوعة.
  • معسكرات تدريب بالشراكة مع شركة NVIDIA العالمية، تُركّز على الذكاء الاصطناعي التوليدي، النماذج العميقة، ونشرها في بيئات حقيقية.
  • مبادرة أكاديمية سدايا، التي تُقدّم معسكرات مكثفة لموظفي القطاع الحكومي والمهتمين بمجالات الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، تعلم الآلة، والحوكمة.

كل هذه المبادرات تسعى لبناء بيئة تقنية سعودية خالصة، تتمتع بالمعرفة، والأخلاق، والاحترافية.

أكثر من 100 أداة ذكاء اصطناعي في 12 قطاعًا

في تقرير حديث، كشفت سدايا أن أدوات الذكاء الاصطناعي التي باتت مستخدمة فعليًا في المملكة تتجاوز 100 أداة موزعة على 12 قطاعًا، من بينها التعليم، الصحة، الهندسة، القانون، التسويق، والخدمات الحكومية، وقد أظهرت النتائج الأولية أن استخدام هذه الأدوات قد يرفع إنتاجية الموظف بنسبة تتراوح بين 0.5٪ إلى 3.4٪ سنويًا حتى عام 2040، ما يعكس التأثير الفعلي للذكاء الاصطناعي على تحسين الأداء وتسريع الإنجاز.

مبادئ الذكاء الاصطناعي التوليدي.. التقدّم بأخلاق

في خطوة تُعد الأولى من نوعها في العالم العربي، أطلقت سدايا وثيقة مبادئ الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي تهدف إلى ضبط استخدام هذه التقنية المتقدمة وضمان توافقها مع القيم الإسلامية، والمصلحة العامة، وأمن المجتمع. هذه الوثيقة تشكّل مرجعًا للجهات الحكومية والخاصة، وتحفّز على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة آمنة، شفافة، ومسؤولة.

منصة البيانات المفتوحة.. تمكين الابتكار بالشفافية

من أهم إنجازات سدايا إطلاق منصة البيانات المفتوحة، التي تتيح آلاف مجموعات البيانات الحكومية مجانًا، وتشمل مجالات متعددة مثل الصحة، الاقتصاد، التعليم، البيئة، وغيرها. تجاوز عدد مجموعات البيانات المنشورة حتى منتصف عام 2025 أكثر من 11 ألف مجموعة، ما يجعل هذه المنصة أداة حيوية لكل مطور، باحث، أو رائد أعمال يرغب في بناء تطبيقات وخدمات ذكية على أسس واقعية وموثوقة.

DeepFest.. حيث يجتمع العالم من أجل الذكاء

ضمن فعاليات مؤتمر LEAP التقني العالمي، نظّمت سدايا مهرجان DeepFest، وهو حدث عالمي متخصص في الذكاء الاصطناعي. حضره أكثر من 48 ألف شخص، بمشاركة 150 متحدثًا من كبار خبراء التقنية حول العالم، وتم خلاله استعراض أحدث ما توصلت إليه البشرية في هذا المجال، ما يعكس جدية المملكة في أن تكون محطة رئيسية في خارطة الابتكار العالمي.

رؤية سدايا.. ذكاء يخدم الإنسان أولًا

الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، رئيس الهيئة، أكد مرارًا أن سدايا لا تسعى فقط إلى اللحاق بركب التطور العالمي، بل إلى قيادة هذا التحول من منطلق أخلاقي ومجتمعي، حيث تُركّز الهيئة على مشاريع الذكاء الاصطناعي ذات الطابع الإنساني، مثل تمكين المرأة عبر مبادرة Elevate، وتطوير نموذج تعليمي تفاعلي باسم “علام” لخدمة قطاع التعليم.

سدايا في عيون الشباب السعودي

ما يميز سدايا أنها لا تتحدث بلغة النخب فقط، بل توجه خطابها إلى فئات المجتمع المختلفة، وخاصة الشباب، عبر برامج التدريب، الفرص البحثية، والمسارات المهنية الجديدة، لتصبح بوابة حقيقية لكل من يريد أن يكون جزءًا من ثورة الذكاء الاصطناعي العالمية.

خلاصة القول

إن سدايا لم تعد مجرد هيئة تقنية، بل أصبحت الذراع الفكرية والتنفيذية للمملكة في الذكاء الاصطناعي، تصنع الاستراتيجيات، وتُشرف على التنفيذ، وتُنتج الكفاءات، وتبني بنية تحتية رقمية واعدة، تجعل السعودية أكثر ذكاءً واستعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل. وإذا كان العالم يتجه إلى الذكاء الاصطناعي، فإن السعودية من خلال سدايا تسير إليه بخطى واثقة وبصيرة ناضجة.

اقرأ أيضًا.. رسوم تجديد الإقامة للمقيمين في السعودية 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *