
في ظل الاهتمام المتزايد من القيادة السعودية بتعزيز العدالة الاجتماعية وتحسين جودة حياة الأسر الأكثر احتياجًا، شهد عام 2025 سلسلة من القرارات المهمة التي تصب في مصلحة مستفيدي الضمان الاجتماعي، حيث أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عددًا من المبادرات المتقدمة التي تعكس روح التمكين وتوسع نطاق الحماية للفئات الأشد حاجة.
لمستفيدي الضمان الاجتماعي
أبرز هذه التحركات تمثّل في دعم برنامج “تمكين”، الذي استطاع خلال الربع الأول من العام الجاري دمج أكثر من 23 ألف مواطن ومواطنة في سوق العمل، من خلال مسارين متوازيين، أحدهما يركز على التوظيف المباشر، والآخر على تمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، مما يعكس نقلة نوعية في فلسفة الدعم التي باتت تعتمد على الاستدامة لا المعونة المؤقتة.
يأتي ذلك بالتوازي مع حزمة دعم استثنائية أُقرت بأمر ملكي كريم خلال شهر رمضان المبارك، حيث جرى إيداع مبالغ مالية مباشرة في حسابات مستفيدي الضمان الاجتماعي، بلغت قيمتها أكثر من 3 مليارات ريال، بواقع 1000 ريال لرب الأسرة و500 ريال لكل تابع، في خطوة تعكس حرص القيادة على تغطية احتياجات الأسر في موسم استثنائي مثل شهر الصيام.
وتواصل الجهات المختصة تطوير آليات دعم الضمان الاجتماعي المطور، الذي يشمل فئات متعددة أبرزها كبار السن، ذوو الإعاقة، النساء المعيلات، الأسر ذات الدخل المحدود، والمطلقات، حيث تم إدراج آليات رقابية جديدة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، من خلال ربط المعلومات بالمنصة الوطنية الموحدة والتشديد على العقوبات في حال ثبوت وجود تلاعب أو تقديم بيانات مضللة.
المثير للاهتمام أن هذه الجهود الحكومية لم تقتصر على الدعم النقدي فقط، بل امتدت لتشمل شراكات نوعية مع مؤسسات القطاع الخاص، من بينها توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الموارد وشركة “المراعي” لتقديم منتجات بأسعار رمزية للأطفال من عمر يوم حتى سنتين، في نموذج جديد من نماذج الرعاية المجتمعية الذكية.
وتؤكد المؤشرات الرسمية أن برامج الدعم تشمل أكثر من مليوني رب أسرة، يستفيدون بشكل شهري من مبالغ مقطوعة تهدف لتغطية الأساسيات، في حين تتراوح قيمة الدعم بحسب عدد الأفراد والدخل الشهري المسجل، ويتم احتسابه إلكترونيًا بناءً على قواعد بيانات محدثة.
من الجدير بالذكر أن برنامج حساب المواطن لا يزال يشكل داعمًا إضافيًا لمستفيدي الضمان الاجتماعي، إذ تم تمديد العمل به حتى نهاية عام 2025، مع فتح التسجيل مجددًا لتمكين الأسر الجديدة من الدخول ضمن المنظومة، وقد بلغت آخر دفعة ما يزيد عن 3.1 مليار ريال تم توزيعها على أكثر من 9 ملايين مستفيد.
ولعل التحدي الأبرز في المرحلة المقبلة يتمثل في تحويل هذا الدعم إلى منصة انطلاق حقيقية نحو التمكين الذاتي، من خلال الدورات التدريبية، ورش العمل، المشروعات الأسرية، وتحفيز النساء والشباب على دخول السوق بأدوات أكثر احترافية، وهو ما تعمل عليه وزارة الموارد ضمن خطة متكاملة تواكب أهداف رؤية السعودية 2030.
في المجمل، تؤكد الخطوات الأخيرة أن الدولة ماضية في توفير شبكة حماية اجتماعية متكاملة، تجمع بين الدعم المباشر، والتمكين المهني، والشراكات التنموية، مما يفتح أمام مستفيدي الضمان الاجتماعي آفاقًا جديدة نحو حياة أكثر استقرارًا واستقلالًا.
اقرأ أيضًا.. تفاصيل عيادات التمكين لمستفيدي الضمان الاجتماعي في السعودية