
تُعَدُّ صلاة العيد من أبرز الشعائر الإسلامية التي يحتفل بها المسلمون في عيدي الفطر والأضحى، وقد اختلف العلماء في تحديد حكم صلاة العيد الشرعي، مما يجعل من المهم التعرف على هذه الآراء والأدلة الداعمة لكل منها.
الآراء الفقهية حول حكم صلاة العيد
1. سنة مؤكدة
يرى بعض الفقهاء، مثل الإمامين مالك والشافعي، أن صلاة العيد سنة مؤكدة، ويستند هذا الرأي إلى أن النبي محمد ﷺ واظب عليها وأمر النساء بالخروج لأدائها، مما يدل على تأكيدها دون الوصول إلى درجة الوجوب الفردي.
2. فرض كفاية
يعتقد الإمام أحمد بن حنبل في إحدى رواياته أن صلاة العيد فرض كفاية، أي إذا قام بها عدد كافٍ من المسلمين سقط الإثم عن الباقين، ويدل هذا على أهمية إقامتها في المجتمع الإسلامي.
3. واجبة على كل مسلم
ذهب الإمام أبو حنيفة وبعض العلماء، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، إلى أن صلاة العيد واجبة على كل مسلم، ويأثم من يتركها دون عذر. يستدل هذا الرأي بقوله تعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” [الكوثر: 2]، حيث فُسِّرت الصلاة هنا بأنها صلاة العيد.
أدلة القائلين بوجوب صلاة العيد
1. الأمر الإلهي بالصلاة والذبح
يستند هذا الرأي إلى تفسير قوله تعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” بأن المقصود هو الأمر بإقامة صلاة العيد ثم القيام بذبح الأضحية، مما يشير إلى وجوب الصلاة.
2. أمر النبي ﷺ بالخروج إلى الصلاة
جاء في الحديث الشريف أن النبي ﷺ أمر النساء، بما في ذلك العواتق والحيّض وذوات الخدور، بالخروج لصلاة العيد، مع اعتزال الحيّض للمصلى، ويدل هذا الأمر العام على أهمية صلاة العيد ووجوبها على الجميع.
كيفية أداء صلاة العيد
تُصلى صلاة العيد ركعتين، ويُستحب فيها التكبير الزائد على النحو التالي:
- الركعة الأولى: سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة.
- الركعة الثانية: خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام من السجود وقبل قراءة الفاتحة.
يُستحب أن تُصلى جماعة في الخلاء أو في المسجد إذا اتسع للمصلين، ويبدأ وقتها من بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبًا ويمتد حتى قبيل أذان الظهر.
حكم صلاة العيد منفردًا
إذا فاتت المسلم صلاة العيد مع الجماعة، يجوز له أن يصليها منفردًا بنفس الكيفية، مع التكبيرات الزائدة، وقد ثبت عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يفعل ذلك.
صلاة العيد في المنزل لمن تعذر عليه الحضور
أوضحت وزارة الأوقاف المصرية أنه لمن تعذر عليه حضور صلاة العيد في المصلى أو المسجد، كالمريض أو من تقتضي طبيعة عمله البقاء في مكانه، يجوز له أن يصليها في منزله أو محل عمله بنفس الكيفية والوقت.
تظل صلاة العيد من الشعائر الإسلامية العظيمة التي يجتمع فيها المسلمون لإظهار الفرح والشكر لله. ورغم اختلاف الفقهاء في حكمها بين السنة المؤكدة والوجوب، إلا أن الحرص على أدائها يعكس التزام المسلم بتعاليم دينه وسنّة نبيه ﷺ.
اقرأ أيضًا.. دوام البنوك في رمضان بالسعودية.. دليل شامل للعملاء