تُعد العلاقات السعودية المصرية نموذجًا من التعاون المثمر بين الدول العربية، حيث تمتد هذه العلاقات إلى مختلف المجالات، وعلى رأسها قطاع التعليم، ويأتي هذا التعاون انطلاقًا من إيمان البلدين بأهمية التعليم كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
التعاون في تطوير المناهج الدراسية
في يونيو 2022، التقى الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، مع نظيره السعودي الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة تحويل التعليم في باريس. تناول اللقاء سبل تعزيز آليات التنسيق والتكامل في مجالات التربية والتعليم والتدريب، بما يتوافق مع مهارات القرن الحادي والعشرين والتطورات التقنية والمهنية الحديثة، كما تم تبادل الرؤى حول آليات تطوير المناهج الدراسية في التعليم العام، ودور التعليم في تحصين الطلاب فكريًا.
الشراكة بين بنك المعرفة المصري والمكتبة الرقمية السعودية
بحث الجانبان تعزيز التعاون بين بنك المعرفة المصري والمكتبة الرقمية السعودية، بهدف تبادل التجارب والخبرات للإسهام في التطوير والإبداع، وتقديم حلول مبتكرة في المجالات التعليمية، ويأتي هذا التعاون في إطار السعي لتوفير مصادر تعليمية متنوعة وثرية للطلاب والمعلمين في البلدين.
البرنامج التنفيذي للتدريب التقني والمهني
أكدت الاجتماعات الثنائية على أهمية التوصل إلى الصيغة النهائية للبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التدريب التقني والمهني الموقع بين الجانبين، مع تحديد ضابط اتصال من كل طرف لمناقشة التفاصيل النهائية للبرنامج، ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز قدرات الكوادر البشرية وتطوير مهاراتها بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل في البلدين.
التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي
أشاد الجانبان بمستوى التعاون القائم في مجال التعليم العالي، بما في ذلك تقديم المنح الدراسية وأوضاع الطلاب في جامعات البلدين، وتم بحث إمكانية إنشاء مركز بحثي مشترك في جامعة الملك سلمان للشرق الأوسط وأفريقيا، بهدف دعم السياسات المتفق عليها وتكوين خبرات وبناء قدرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما تم مناقشة إنشاء برامج مشتركة بين الجامعات المصرية والسعودية لتعزيز التبادل الأكاديمي والبحثي.
التعاون الثقافي والإعلامي
في إطار تعزيز الروابط الثقافية والإعلامية، تم تنظيم عدد من الفعاليات التي تعكس التاريخ المشترك بين البلدين. كما تم تبادل الخبرات والأفكار حول خلق إمكانات جديدة للوصول إلى التراث والمعرفة، والمشاركة في الأحداث الثقافية عبر الإنترنت. يأتي ذلك تأكيدًا على أهمية الثقافة والإعلام كوسيلتين لتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعبين الشقيقين.
تعزيز التعاون في مجالات الاتصالات والصناعة والرياضة
في أكتوبر 2024، تم توقيع محضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ويهدف المجلس إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك الاتصالات، والصناعة، والرياضة، والإعلام. يأتي ذلك في إطار السعي لتحقيق تكامل اقتصادي وتنموي يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
في مجال الطاقة والربط الكهربائي
أشاد الجانبان بالتقدم المحرز في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين الشبكة السعودية والشبكة المصرية، والذي يُعد أكبر مشروع ربط كهربائي في المنطقة، ويهدف المشروع إلى تعزيز التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، وتطوير مشروعاتها، واستكشاف فرص الشراكة في هذه المجالات، بما يسهم في تحقيق استدامة الطاقة وتلبية احتياجات البلدين.
التعاون في مجال مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية
أكدت الاجتماعات الثنائية على أهمية تعزيز التعاون في مجال مكافحة الفساد، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات لتعزيز الشفافية والنزاهة في المؤسسات الحكومية والخاصة، ويأتي ذلك انطلاقًا من حرص البلدين على تعزيز الحوكمة الرشيدة وتحقيق التنمية المستدامة.
في مجال الإعلام وتبادل الخبرات
تم الاتفاق على زيادة تفعيل مواد البرنامج التنفيذي الموقع بين البلدين في مجال الإعلام، وتبادل الخبرات في مجال الهندسة الإذاعية للبث الإذاعي والتلفزيوني، كما تم التأكيد على أهمية التعاون في مجال التدريب الإعلامي، والاستفادة من الإمكانيات المتاحة لتطوير الكوادر الإعلامية في البلدين.
يعكس التعاون السعودي المصري في مجال التعليم وغيره من المجالات الحيوية التزام البلدين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعبيهما. من خلال هذه الجهود المشتركة، يسعى البلدان إلى بناء مستقبل مشرق يقوم على أسس المعرفة والابتكار والتكامل الاقتصادي والثقافي.
اقرأ أيضًا.. إدراج “سهم نايس ون” في السوق المالية السعودية
