محمد أحمد كيلاني
مدينة أتلانتس المفقودة هي واحدة من أعظم وأقدم الألغاز في العالم، حيث يعود أول ذكر لها إلى أكثر من 2300 عام من قبل الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون، ووفقًا لهذه الشخصية، كانت الجزيرة الفاضلة موجودة قبل حوالي 9000 عام من عصره، وفي يوم من الأيام اختفت بشكل غامض دون أن تترك أثراً، وبفضل التقدم العلمي، تم تفنيد العديد من النظريات حول هذه القارة بشكل واضح، ولكن هذا لا يمنعنا من الاستمتاع بمعرفة بعض أشهر أساطير أتلانتس.
كان أتلانتس قارة وسط المحيط الأطلسي
نشأت النظرية القائلة بأن أتلانتس مكانًا تاريخيًا حقيقيًا حتى نهاية القرن التاسع عشر، وجادل الكاتب “إغناتيوس دونيلي”، في كتابه لعام 1882، (أتلانتس، العالم ما قبل الطوفان)، بأن الأنشطة مثل علم المعادن واللغة والزراعة ترجع إلى تعاليم أو إرث حضارة متقدمة سابقة.
وقد وصف دونلي قارة غمرتها المياه في المكان المحدد الذي وصفه بها أفلاطون، في المحيط الأطلسي، خارج “أعمدة هرقل”، وهما الصخرتان اللتان تمثلان مدخل مضيق جبل طارق.
هل قارة ليموريا، هي أتلانتس المفقودة
وعلى الرغم من حقيقة أن الكثيرين اليوم يرفضون هذه التأكيدات، إلا أن البعض يواصل التمسك بنظرية دونيلي، ويرجع ذلك أساسًا إلى تمسكه بموقع أتلانتس في وسط المحيط الأطلسي، وفقًا لأفلاطون.
تسبب مثلث برمودا في اختفاء أتلانتس
وادعى “تشارلز بيرلتز”، مؤسس مدارس اللغات المعروفة ومؤلف العديد من الكتب عن الظواهر الخارقة، في السبعينيات أن أتلانتس كانت قارة حقيقية تقع قبالة جزر الباهاما.
وقد ازداد الغموض عندما ذكر أن القارة كانت ضحية “مثلث برمودا” الشهير، وهي منطقة من المحيط الأطلسي محاطة بألغاز حيث من المفترض أن العديد من السفن والطائرات اختفت فيها.
وادعى المؤلف أن الجدران الاصطناعية والشوارع قبالة ساحل بيميني كانت من بقايا القارة المفقودة، ومع ذلك، وبعد تقييم هذه الهياكل اكتشفوا أنها تكوينات صخرية طبيعية من الشاطئ.
هل أنتاركتيكا هي أتلانتس القديمة؟
نشر تشارلز هابجود كتابًا في عام 1958 بعنوان “قشرة الأرض المتغيرة” (Earth’s Shifting Crust)، والذي أعده ألبرت أينشتاين نفسه، وقد ذكر المؤلف في هذا العمل أن أتلانتس كان في الواقع نسخة أكثر اعتدالًا مما هي عليه القارة القطبية الجنوبية اليوم.
وكشفت الأبحاث أن “الماوري النيوزيلندي” وصل إلى القارة القطبية الجنوبية قبل ألف عام من وصول الأوروبيين
ووفقًا “لتشارلز هابجود”، فمنذ حوالي 12000 عام تحولت قشرة الأرض، مما أدى إلى نقل القارة المفقودة إلى الشمال، أي إلى الموقع الحالي لأتلانتس، وأدى النزوح المفاجئ إلى موت سكان القارة (الأطلنطيين) شيئًا فشيئًا تحت الغطاء الجليدي.
ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن نظرية هابجود نشأت قبل أن يتم فهم الصفائح التكتونية تمامًا.
الأمر كله من روايات أفلاطون
استنتج المؤرخون والعلماء من مناطق أخرى أنه من المرجح أن يكون سرد أفلاطون لأتلانتس في حواراته خياليًا، وربما يكون رؤية أو قصة رمزية لحضارة مثالية للفيلسوف اليوناني، ويرى آخرون في هذه القصة نوعًا من الأخلاق حول غطرسة الإنسان وعقابه من قبل الآلهة.
ووصف أفلاطون أتلانتس بأنها جزيرة تقع وراء أعمدة هرقل و “أكبر من ليبيا وآسيا الصغرى مجتمعين”، وكانت قوتها من النوع الذي سيطرت على كل أوروبا وشمال إفريقيا حتى هُزمت من قبل الجيوش الأثينية، وبعد ذلك، حلت عليها كارثة ضخمة جعلتها تختفي “في يوم واحد”.
أقرأ أيضاً..تايتانيك.. كَشف اللُغز وراء غرق السفينة العملاقة