رُكن مقالات مُستبشر

من سرق دماغ اينشتاين؟ ولماذا؟

محمد أحمد كيلاني

يعتبر الذكاء الخارق لألبرت أينشتاين أحد الألغاز العظيمة في تاريخ العلوم، لذلك، وبعد وفاته حدثت قصة أغرب من الخيال، فقد سُرقت دماغ الرجل الأذكى في التاريخ، فمن سرق دماغ اينشتاين ولماذا؟

وفاة اينشتاين وسرقة دماغه

توفي أينشتاين بسبب تمدد الأوعية الدموية عن عمر ناهز 76 عامًا، في المركز الطبي بجامعة برينستون في بلينسبورو، نيو جيرسي، وبعد وفاته في 18 أبريل 1955، تم تقسيم دماغ ألبرت أينشتاين، أحد أعظم العقول في كل العصور، إلى 240 جزء.

ووفقًا لرغبته، فقد تم حرق جثة الفيزيائي الأسطوري (مبتكر نظرية النسبية الشهيرة)، وتم نشر رماده في مكان “غير معروف”، ومن الواضح أن الشيء الوحيد الذي نجا من الحريق هو دماغه.

من سرق دماغ اينشتاين؟

أشرف “توماس ستولتز هارفي“، أخصائي علم الأمراض في مستشفى برينستون، على تشريح جثة اينشتاين وأزال دماغه، ثم قام بتقسيمها إلى 240 جزء، واحتفظ بمعظم الأجزاء هذه لأكثر من 40 عامًا.

وبعد إزالة دماغ أينشتاين، أمر هارفي بتقطيع دماغ اينشتاين إلى 200 قطعة من الأنسجة الرقيقة للغاية، كل منها لا يزيد عن نصف عرض “شعرة من شعر الإنسان”.

وتجدر الإشارة إلى أن كل هذا تم بدون إذن أسرة اينشتاين.

لماذا قُطعت دماغ اينشتاين إلى أجزاء

قام هارفي بتجميع شرائح الدماغ هذه في شرائح وتوزيعها على عدد من الباحثين، بهدف الكشف عن الأسرار الخفية لدماغ ألبرت أينشتاين، وتدعي بعض المصادر أنه لم يرغب أحد في فحص دماغ الفيزيائي، معتقدين أن كل ذلك كان خدعة من جانب هارفي.

وأخذ هارفي بعضًا من هذه العينات في رحلة داخل الولايات المتحدة وكندا، بينما كان يحتفظ ببقية الدماغ في صندوق من الورق المقوى داخل سيارته، وعندما أنهى هارفي رحلته على، قام بتخزين كتل الدماغ المتبقية في جرار، وكان يضعها في المنزل.

وقد اتهمته زوجته بأنه مهووس بالدماغ وتركته.

واستنتج بعض أطباء الأعصاب الذين وافقوا على دراسة العينات، إلى أن الدماغ لم يكن مختلفًا تمامًا عن العادي، لأن وزنه، البالغ 1230 جرامًا، كان حتى أقل من المعدل الطبيعي لرجل في عمر أينشتاين.

وعلى الرغم من أنه استمر في مشاركة العينات مع باحثين آخرين، فقد احتفظ هارفي بمعظم دماغ ألبرت أينشتاين حتى عام 1998، عندما أعاد الرفات أخيرًا إلى المركز الطبي بجامعة “برينستون”.

دماغ ألبرت أينشتاين اليوم

اليوم ، يتم الاحتفاظ بـ 170 كتلة في المركز الطبي بجامعة برينستون، والقطع الأخرى من دماغ أينشتاين معروضة في متحف موتر لتاريخ الطب في فيلادلفيا، وهنالك قطع أخرى مفقودة.

البعض أتهم “توماس هارفي” بأنه لصًا لدماغ أينشتاين، ومع ذلك، فقد أدعى الطبيب دائمًا أنه عمل “باسم العلم”، لأنه سيفيد العالم بدراسة واحدة من أكثر العقول “غير العادية” في تاريخ البشرية.

وتمكن الطبيب من إقناع هانز ألبرت، الابن الأكبر لأينشتاين، بالسماح له بالحفاظ على دماغ والده، ووافق على استخدامه للأغراض العلمية فقط، فهل هارفي هو من سرق دماغ اينشتاين؟ أم لك عزيزي القارئ رأي آخر؟

في الوقت الحالي، يُسمح للعلماء فقط بإلقاء نظرة خاطفة على عقل العبقري إذا قدموا للمركز الطبي اقتراحًا مقنعًا لفعل ذلك، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

هارفي ومساهمات أخرى لدراسة دماغ اينشتاين

كانت إحدى مساهماته الأخيرة دراسة، ذكر فيها، أن دماغ ألبرت أينشتاين لديه نسبة غير طبيعية من نوعين من الخلايا، الخلايا العصبية والخلايا الدبقية.

وأعقبت تلك الدراسة خمس دراسات أخرى، ركزت على الاختلافات في الخلايا الفردية وفي هياكل معينة للدماغ.

وبقيت بعض الأجزاء لدى توماس هارفي دماغ أينشتاين مع ورثته بعد وفاته، حتى تبرعوا بها بعد ثلاث سنوات إلى المتحف الوطني للصحة والطب التابع للجيش الأمريكي.

وأخيرًا يجب أن نقول أن توماس هارفي، هو من سرق دماغ اينشتاين، سواء بعلم ورثته أم لا، فقد كانت تلك العملية، ضد وصية ألبرت اينشتاين.

أقرأ أيضاً.. “طائر الدودو” يعود من الانقراض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *